الفيتامينات إيجابياتها وسلبياتها
مسألة تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية أمر مثير للجدل على بساطته لأن الناس لا تعي أهميته وخطورته.
هي بالنسبة للبعض عقاقير مضرة وللبعض الآخر عقاقير مفيدة جدا وتؤخذ بشكل قد يؤدي إلى تداعيات صحية سلبية.
الفيتامينات هي مواد يحتاجها الجسم من مصدر خارجي ليقوم بوظائفه الطبيعية سواء الاكل والهضم والحركة والمزاج والمناعة والمقاومة للأمراض والنوم والرياضة ووظائف الأعضاء والجلد والشعر والأظافر وجميع وظائف المخ وكل شئ في الجسم يدخل في تفاعلاته معادن أو مركبات كيميائية تقع تحت اسم فيتامينات.
منها عامل حفاز لبعض التفاعلات الحيوية جدا للجسم ونقصها يعيق هذه التفاعلات مما يؤدي إلى أعراض مرضية كنتيجة لذلك، ومنها ما يدخل في صلب تكوين أجزاء مهمة في الجسم مما يؤدي إلى تأثر هذه الأعضاء مثل ظهور طفح جلدي أو سقوط الشعر أو إلتهابات متفرقة في الجسم أو إجهاد شديد ورغبة مستمرة في النوم أو الإصابة المتكررة بالأمراض ….
الطبيعي أن المصدر الخارجي هو الطعام ولكن هناك عوامل كثيرة تجعل الطعام مصدر غير كافٍ منها:
- سوء العادات الغذائية مما يتسبب في أن الشخص يختار اختيارات مبنية على أسس أخرى غير ما يحتاجه جسمه.
- انتشار معلومات مغلوطة عن كثير من الأطعمة المفيدة.
- الرغبة في إنقاص الوزن بالإمتناع المضر عن الطعام.
- تكبير حجم الخضار والفاكهة والعبث بالجينات الخاص بها مما تسبب في أن الثمرة الكبيرة هي بنفس حجم المكونات الغذائية للثمرة الصغيرة ولكن تشبع الإنسان أكثر. وهكذا بدلا من أن يقوم الإنسان بأكل ثلاث ثمرات من الخوخ على سبيل المثال فتعطيه الثمرات ما يكفيه، يكتفي بثمرة واحدة كبيرة ويشبع ولكنها تحمل ثلث المكونات الغذائية التي كان سيستفيد بها لو أكل الثلاث ثمرات الصغيرة.
- الغش التجاري الذي انتشر بشكل مبالغ فيه فأصبحت لا يمكن أن تأكل طعاما إلا وفي مكوناته غش تجاري أضعف من فوائد هذا الطعام
أعراض كثيرة قد تتداخل مع ظواهر لأمراض خطيرة ولكنها في النهاية نقص في الفيتامينات. وعلى حسب الحالة قد يحدث تحسن بعد تناولها لمدة أسبوع أو شهر. وقد تصل إلى عدة أشهر في حالة نقص الحديد والأنيميا الشديدة التي تحدث للمرأة نتيجة فقدان كمية كبيرة من الدم أثناء الدورة الشهرية أو الحمل والولادة وعدم القدرة على تعويض المفقود عن طريق الطعام .
ولهذه الأسباب يجب على من يشعر أن هناك مشكلة أن يبحث وراء الطعام الذي يأكله وهل يحتاج إلى مساعد خارجي أم لا.
نقص المعادن يعتبر هو الأسهل في معرفته لأن هناك تحاليل تظهر نسبته في الجسم ولكن هناك تركيبات أخرى من الفيتامينات صعبة في الإكتشاف وتحتاج لطبيب لتحديدها من الأعراض التي تظهر.
ويمكن أن تقوم بتجربة سريعة تبين لك اتجاه المشكلة (إذا لم تكن مصابا بمشاكل في الكبد أو الكلى): إذا تناولت فيتامينات عامة أو مكملات غذائية وشعرت بتحسن خلال ثلاثة أيام فمعنى ذلك أن الفيتامينات هي المشكلة لذا عليك الاستمرار لمدة أسبوع على الأقل أو شهر على حد أقصى إذا لم تكن متابعا مع طبيب.
أما إذا بقيت الأعراض فتحتاج إلى زيارة الطبيب فقد يكون النقص شديدا بحيث لم يظهر التأثر أو أنك تعاني من مشكلة أخرى ليس لها علاقة بالفيتامينات أو أن لديك نقص في الفيتامينات إضافة إلى مشاكل أخرى تعيق من ظهور هذا التحسن.
الآن ناتي إلى مشكلة أخرى وهي أن بعض الناس يرفض تماما أن يأخذ الفيتامينات عندما يكتبها له الطبيب ويعتبرها شئ غير لازم وأن الدواء هو الأهم. وهنا خطأ شائع لهذه الفئة لأن الفيتامينات تكون جزءا حيويا من العلاج حيث أنها تزيد من مناعة الجسم. فالمناعة تحتاج لعناصر خارجية لتقويتها، أو أن الفيتامينات تعوض التخريب الذي سيقوم به الدواء في الجسم كما هو الحال في المضادات الحيوية. ونقص الفيتامينات خاصة في المرضى الذين لا يهتمون بطعام صحي أو هو في غير متناولهم أو أن شهيتهم غير متقبلة للأكل قد يعيق حياتهم ويحولها إلى جحيم في حين أن شئ بسيط قد يجعلهم أكثر نشاطا وإيجابية. بل إن نقص بعض الفيتامينات قد يؤدي إلى الإكتئاب الشديد أو الشعور الإحباط وكلاهما غير مبرر مما يفسد الحياة بلا أي معنى أو داعي.
وعلى النقيض هناك من يسرف في تناول هذه الفيتامينات اعتقادا منه أنها مواد مفيدة مما يؤدي إلى أمراض خطيرة تصل إلى تليف الكبد أو الفشل الكلوي. والفيتامينات مثل جميع العقاقير ليست مفيدة إلا عند وجود حاجة إليها أما أن يتم تناولها بلا ضابط فقد يؤدي إلى تلف في الأعضاء المختلفة.
والفيتامينات والمكملات الغذائية على الرغم من أنها مكونات مشابهة لما يوجد في الغذاء الطبيعي إلا أنها في تركيبتها مختلفة لذا فإن الإسراف فيها يضر بالجسم بعكس الغذاء. ولكن هناك مشاكل أخرى يسببها الإسراف في الغذاء.
ويفضل في حالة الاهتمام بالصحة العامة تناول الفيتامينات لمدة أسبوع كل عدة أشهر لتعويض النقص الغذائي.
ولإمتصاص أفضل للفيتامينات يجب على من سيتناولها أخذها صباحا بعد وجبة غذائية لأنها تحتاج لأنزيمات الهضم لهضمها حيث أنها في حد ذاتها لا تحث هذه الأنزيمات. أي أنك إذا تناولتها بدون طعام ستخرج من الجسم بلا أي استفادة منها. ويجب تناولها في الصباح وليس في المساء لأنها تزيد من نشاط الجسم لأنها تمده بما يحتاجه لذا إذا تناولتها مساءا فغالبا ستسبب الأرق.
تمتنع بعض النساء عن تناول الفيتامينات لاعتقادها أنها تفتح الشهية وهذا تصور خاطئ إلا في حالة أن انسداد الشهية الذي جاء نتيجة نقص في الفيتامينات. واستعادة الشهية ليس معناها الرغبة في الإسراف في الطعام ولكن هي مجرد استعادة للرغبة الطبيعية في تناول الطعام عند حاجة الجسم له.